«عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِیعَبْدِاللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ وَ اللَّهِ مَا یَسَعُكَ الْقُعُودُ فَقَالَ وَ لِمَ یَا سَدِیرُ قُلْتُ لِكَثْرَةِ مَوَالِیكَ وَ شِیعَتِكَ وَ أَنْصَارِكَ وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا لَكَ مِنَ الشِّیعَةِ وَ الْأَنْصَارِ وَ الْمَوَالِی مَا طَمِعَ فِیهِ تَیْمٌ وَ لَا عَدِیٌّ فَقَالَ یَا سَدِیرُ وَ كَمْ عَسَى أَنْ یَكُونُوا قُلْتُ مِائَةَ أَلْفٍ قَالَ مِائَةَ أَلْفٍ قُلْتُ نَعَمْ وَ مِائَتَیْ أَلْفٍ قَالَ مِائَتَیْ أَلْفٍ قُلْتُ نَعَمْ وَ نِصْفَ الدُّنْیَاقَالَ فَسَكَتَ عَنِّی ثُمَّ قَالَ یَخِفُّ عَلَیْكَ أَنْ تَبْلُغَ مَعَنَا إِلَى یَنْبُعَ قُلْتُ نَعَمْ فَأَمَرَ بِحِمَارٍ وَ بَغْلٍ أَنْ یُسْرَجَا فَبَادَرْتُ فَرَكِبْتُ الْحِمَارَ فَقَالَ یَا سَدِیرُ أَ تَرَى أَنْ تُؤْثِرَنِی بِالْحِمَارِ قُلْتُ الْبَغْلُ أَزْیَنُ وَ أَنْبَلُ قَالَ الْحِمَارُ أَرْفَقُ بِی فَنَزَلْتُ فَرَكِبَ الْحِمَارَ وَ رَكِبْتُ الْبَغْلَ فَمَضَیْنَا فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَ یَا سَدِیرُ انْزِلْ بِنَا نُصَلِّ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ أَرْضٌ سَبِخَةٌ لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ فِیهَا فَسِرْنَا حَتَّى صِرْنَا إِلَى أَرْضٍ حَمْرَاءَ وَ نَظَرَ إِلَى غُلَامٍ یَرْعَى جِدَاءً فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا سَدِیرُ لَوْ كَانَ لِی شِیعَةٌ بِعَدَدِ هَذِهِ الْجِدَاءِ مَا وَسِعَنِی الْقُعُودُ وَ نَزَلْنَا وَ صَلَّیْنَا فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الصَّلَاةِ عَطَفْتُ عَلَى الْجِدَاءِ فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا هِیَ سَبْعَةَ عَشَرَ.» (الكافی، ج2،ص 243)
قَالَ ابْنُ حُمْدُونٍ كَتَبَ الْمَنْصُورُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام لِمَ لَا تَغْشَانَا كَمَا یَغْشَانَا سَائِرُ النَّاسِ فَأَجَابَهُ لَیْسَ لَنَا مَا نَخَافُكَ مِنْ أَجْلِهِ وَ لَا عِنْدَكَ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ مَا نَرْجُوكَ لَهُ وَ لَا أَنْتَ فِی نِعْمَةٍ فَنُهَنِّئَكَ وَ لَا تَرَاهَا نَقِمَةً فَنُعَزِّیَكَ بِهَا فَمَا نَصْنَعُ عِنْدَكَ قَالَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ تَصْحَبُنَا لِتَنْصَحَنَا فَأَجَابَهُ مَنْ أَرَادَ الدُّنْیَا لَا یَنْصَحُكَ وَ مَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ لَا یَصْحَبُكَ فَقَالَ الْمَنْصُورُ وَ اللَّهِ لَقَدْ مَیَّزَ عِنْدِی مَنَازِلَ النَّاسِ مَنْ یُرِیدُ الدُّنْیَا مِمَّنْ یُرِیدُ الْآخِرَةَ وَ إِنَّهُ مِمَّنْ یُرِیدُ الْآخِرَةَ لَا الدُّنْیَا.» (بحارالأنوار، ج47،ص 185)